الصحة النفسية لا تقل أهمية عن صحتنا الجسدية، فهي تشمل سلامتنا العاطفية والأجتماعية وتؤثر على طريقة تفكيرنا وشعورنا وتصرفاتنا.
كما أن الصحة النفسية تساعد على تحديد كيفية تعاملنا مع التوتر، التواصل مع الآخرين وطريقة اتخاذنا للقرارات.
الصحة النفسية مهمة في كل مرحلة من مراحل الحياة، من مرحلة الطفولة والمراهقة حتى مرحلة البلوغ.
وعلى مدار حياتك إذا كنت تعاني من مشاكل في الصحة النفسية فقد يتأثر تفكيرك وحالتك المزاجية وسلوكك، ولذلك من المهم الوقاية من الأمراض النفسية وعلاجها فور حدوثها.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بالمشاكل نفسية:
في البداية كل شخص مُعرض لخطر الإصابة باضطراب في الصحة النفسية بغض النظر عن العمر أو الجنس، ولكن هناك بعض العوامل التي تساهم في مشاكل الصحة النفسية، بما في ذلك:
• العوامل البيولوجية:
مثل الجينات أو كيمياء الدماغ، حيث أن تاريخ العائلة الجيني يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض النفسية وذلك لأن جينات معينة ومتغيرات جينية قد تعرض الشخص لخطر أكبر.
ولكن الجدير بالذكر إن وجود جين مرتبط باضطراب نفسي لا يضمن تطور الحالة، فالأشخاص الذين ليس لديهم جينات ذات صلة يمكن أن يظلوا يعانون من مشاكل نفسية.
وقد يتطور الإجهاد المزمن وحالات الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق بسبب مشاكل في الصحة الجسدية مثل السرطان والسكري والألم المزمن.
• تاريخ الأسرة وتجارب الطفولة:
مثل إساءة معاملة الأطفال وفقدان الوالدين وانفصال الوالدين أو مرض أحدهم، ذلك يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للطفل في مرحلة نموه وتجعله أكثر عُرضة لاضطراب ما بعد الصدمة.
• الضغط الأقتصادي والأجتماعي المستمر:
بما في ذلك الفقر والعنف وعدم المساواة.
من المهم أن تلاحظ أن الصحة النفسية الجيدة تعتمد على توازن دقيق للعوامل، وأن العديد من العناصر قد تساهم في تطوير الاضطرابات النفسية.
وبالرغم من أن أي شخص مُعرض للإصابة باضطراب أو مشكلة في الصحة النفسية، إلا أن الباحثون وجدوا أن الأنثي مُعرضة لخطر تدهور حالتها النفسية بنحو أربع مرات أكثر من الذكر.
ما هو الاضطراب النفسي؟
الاضطرابات النفسية هي أنماط من الأعراض السلوكية أو النفسية التي تؤثر على مجالات متعددة من الحياة، حيث تخلق هذه الاضطرابات ضائقة للشخص الذي يعاني من الأعراض.
يمكن أن تكون الاضطرابات النفسية مرتبطة بالاكتئاب والقلق والتوتر والذهان والنوم وغير ذلك، ويمكن أن تختلف في شدتها ووتأثيرها على كل شخص بشكل مختلف.
أعراض الاضطراب النفسي:
لا يوجد اختبار جسدي أو مسح ضوئي يشير بشكل موثوق إلى إذا كان الشخص قد أصيب بمرض نفسي أم لا، ومع ذلك يجب على الأشخاص البحث عن العلامات التالية باعتبارها علامات محتملة لاضطراب في الصحة النفسية:
• الانسحاب من الأصدقاء والعائلة.
• تجنب الأنشطة التي عادة ما يستمتعون بها.
• النوم كثيراً أو أرق.
• شراهة في الأكل أو فقدان الشهية.
• الشعور باليأس.
• وجود طاقة منخفضة باستمرار.
• الخوف بشكل غير عادي.
• المعاناة من تقلبات مزاجية حادة تسبب مشاكل في العلاقات.
• الشعور بالارتباك والنسيان.
• اظهار المشاعر السلبية.
• عدم القدرة على إكمال المهام اليومية مثل الذهاب إلى العمل.
• وجود أفكار أو ذكريات سيئة تعود للظهور بانتظام.
• التفكير في إلحاق الأذى الجسدي بأنفسهم أو للأخرين.
• سماع أصوات أو تصديق أشياء غير صحيحة.
• المعاناة من الأوهام.
اختبار الاضطراب النفسي:
يتطلب تشخيص الاضطراب النفسي عدة خطوات:
• الفحص البدني: فقد يبدأ الطبيب بالنظر في التاريخ الطبي للمريض وإجراء فحص بدني شامل لاستبعاد الحالات الجسدية أو المشكلات التي قد تسبب الأعراض.
وبالرغم من عدم وجود فحوصات طبية يمكنها تشخيص الاضطرابات النفسية، إلا أن الطبيب قد يطلب مجموعة من الاختبارات المعملية للكشف عن الأسباب الأخرى المحتملة.
• التقييم نفسي: يتضمن ذلك السؤال عن الأعراض التي يعاني منها المريض وخبراته وكيف أثرت على حياته وملء استبيان للمساعدة في التشخيص.
علاج الاضطراب النفسي:
هناك طرق مختلفة لإدارة مشاكل الصحة النفسية، ولكن عليك أن تعرف أن العلاج فردي للغاية بمعني ما يصلح لشخص ما قد لا يصلح لشخص آخر.
يحتاج الفرد إلى العمل عن كثب مع طبيب يمكنه مساعدته في تحديد احتياجاته وتقديم العلاج المناسب.
فيما يلي بعض خيارات العلاج للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الصحة النفسية:
• العلاج النفسي أو العلاج بالكلام
ومن الأمثلة على ذلك العلاج السلوكي المعرفي، ويمكن أن يساعد الناس على فهم جذور مرضهم النفسي والبدء في العمل على أنماط تفكير صحية تدعم الحياة اليومية وتقلل من خطر العزلة وإيذاء النفس.
• الأدوية
يتناول بعض الأشخاص الأدوية مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان والأدوية المزيلة للقلق.
على الرغم من أن هذه الأدوية لا يمكن أن تعالج الاضطرابات النفسية، إلا أن بعض الأدوية يمكن أن تحسن الأعراض وتساعد الشخص على استئناف التفاعل الاجتماعي والروتين أثناء العمل على صحته النفسية.
تعمل بعض هذه الأدوية على تعزيز امتصاص الجسم للمواد الكيميائية التي تساعد على الشعور بالسعادة ، مثل السيروتونين، وتعمل الأدوية الأخرى إما على زيادة المستويات الإجمالية لهذه المواد الكيميائية أو منع تدهورها أو تدميرها.
• المساعدة الذاتية
قد يحتاج الشخص الذي يتعامل مع صعوبات الصحة النفسية إلى تغيير نمط حياته لتسهيل العلاج.
- يمكن أن تشمل هذه التغييرات الحد من تناول الكحول، والنوم أكثر، وتناول نظام غذائي متوازن.
- قد يحتاج الناس إلى قضاء بعض الوقت بعيدًا عن العمل أو حل مشكلات العلاقات الشخصية التي قد تسبب ضررًا لصحتهم النفسية.
- وقد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل القلق أوالاكتئاب من تقنيات الاسترخاء، والتي تشمل التنفس العميق والتأمل.
- يمكن أن يكون وجود مجموعة دعم، سواء عن طريق مجموعات المساعدة الذاتية أو الأصدقاء المقربين والعائلة، ضروريًا أيضًا للشفاء من المرض النفسي.
طرق للحفاظ على صحتك النفسية:
يمكن أن تساعد بعض الطرق في تحسين الصحة النفسية، وتقليل مخاطر الإصابة بالمرض النفسي، وزيادة مستويات الطاقة وإدارة التوتر، ولذلك نقدم لك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك:
• التمرين المنتظم: يمكن أن يؤدي التمرين لمدة 45 دقيقة، ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع ، إلى تحسين صحتك النفسية بشكل ملحوظ.
• نظام غذائي صحي متوازن: حيث يمكن أن يوفر تناول نظام غذائي متوازن مصدرًا ثابتًا للطاقة طوال اليوم.
• النوم الجيد: حيث وجدت الدراسات أن تحسين جودة النوم يؤدي إلى تحسين أكبر في الصحة النفسية للشخص.
• أنشطة الاسترخاء: يمكن أن تساعد تمارين التنفس والتأمل في تقليل التوتر وتحسين الصحة العامة.
• ممارسة الامتنان: وذلك بالتحدث ومراجعة الأشياء التي تشعر بالامتنان لها يوميًا.
• تحدي الأفكار السلبية: يمكن لأي شخص ممارسة الإيجابية من خلال إدراك أفكاره السلبية وغير المفيدة وتحديها.
• البحث عن التفاعلات الاجتماعية الإيجابية: يؤدي الاتصال والحفاظ على العلاقات المفيدة إلى تقليل التوتر ويمكن أن يكون أيضًا مصدرًا للدعم والمساعدة العملية في أوقات الحاجة.
• التواصل مع الأخرين: إنشاء علاقات قوية مع الأخرين يمكن أن يدعم صحتك النفسية ويحافظ عليها.
• التخطيط لبعض التسلية: وذلك بتخصيص بعض الوقت للاستمتاع بشئ تحب القيام به.
Reference:
https://www.berkeleywellbeing.com/psychological-health.html
https://www.mentalhealth.gov/basics/what-is-mental-health
https://www.medicalnewstoday.com/articles/154543