تعد مشكلة تساقط الشعر من أكثر المشكلات التي تؤرق الكثير سواء النساء أو الرجال، ويسعون بشتى الطرق لعلاجها واسترجاع صحة الشعر، لكن تتعدد أنواع وأسباب تساقط وفقدان الشعر، وتختلف طرق علاج كل حالة عن الأخرى.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن أهم أسباب تساقط الشعر وعلاجه بالطرق المختلفة، وكيفية العناية بالشعر وحمايته من التساقط.
أسباب تساقط الشعر
في البداية يجب أن نعلم أن الشعر يمر بثلاث مراحل خلال دورة حياته، هي:
- مرحلة التنامي أو مرحلة النمو: وهي المرحلة التي ينمو فيها الشعر وتستمر من سنتين إلى ثماني سنوات.
- مرحلة التراجع أو المرحلة الانتقالية: وهي الوقت الذي تتقلص فيه بصيلات الشعر وتضعف، وتستغرق حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
- مرحلة الراحة: وهي المرحلة التي يتساقط فيها الشعر الضعيف
تمثل تلك المراحل دورة الحياة الطبيعية للشعر، حيث يتساقط من 50 إلى 100 شعرة يوميًا بشكل طبيعي، لكن في نفس الوقت يبدأ شعر جديد في النمو، يصاب الشعر بالتساقط عندما يحدث خلل بين الشعر المتساقط والشعر الجديد، سواء زاد معدل التساقط أو قل معدل النمو.
يوجد أكثر من نوع من التساقط، يختلف كل نوع عن الآخر وفقاً لأسباب التساقط المختلفة التي تشمل ما يلي:
تساقط الشعر الوراثي
يعرف أيضاً بالصلع الوراثي، ويعد السبب الأكثر شيوعاً للتساقط، حيث يؤثر على ما يصل إلى 50 بالمائة من الأشخاص المصابين بالتساقط
هو أيضاً النوع الشائع الذي يسبب تساقط الشعر للرجال، حيث يبدأ تساقط الشعر من مقدمة الرأس تدريجياً بعد مرحلة البلوغ، وينتهي عادة بالإصابة بالصلع.
كذلك يعد هذا النوع من أهم أسباب تساقط الشعر عند النساء، حيث يبدأ تساقط الشعر بكثرة، وتظهر فراغات في فروة الرأس.
داء الثعلبة
تعد الثعلبة البقعية أحد أمراض المناعة الذاتية التي تتسبب في مهاجمة الجهاز المناعي لبصيلات الشعر، مما يؤدي إلى ظهور بقع صلعاء يمكن أن تكون صغيرة أو كبيرة، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى فقدان الشعر بالكامل.
ولا يقتصر التساقط في هذه الحالة على فروة الرأس فقط، بل يصاب بعض الأشخاص الذين يعانون من داء الثعلبة بفقدان الشعر من الحواجب أو الرموش.
التساقط الدوائي
يحدث هذا النوع من التساقط بسبب استخدام بعض الأدوية التي تسمم بصيلات الشعر النامية، مثل العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي، أو تساقط الشعر بعد البروتين أو غيره من المستحضرات الضارة بالشعر.
تساقط الشعر الكربي
يحدث بسبب زيادة عدد بصيلات الشعر التي تصل إلى مرحلة التساقط أو الراحة، وهي المرحلة التي يتساقط فيها الشعر، ويظهر هذا النوع من التساقط بشكل مفاجئ ينتج عن صدمة عاطفية أو جسدية، مثل حدث صادم أو فترة من الإجهاد الشديد أو مرض خطير.
يمكن أن يحدث أيضاً بسبب التغيرات الهرمونية التي تظهر في بعض المراحل عند النساء، مثل تساقط الشعر للحامل، أو تساقط الشعر بعد الولادة، أو عند انقطاع الطمث.
قد تؤدي بعض الحالات أيضاً إلى حدوث التساقط الكربي للشعر، مثل:
- سوء التغذية
- بعض اضطرابات الغدد الصماء
- بدء أو إيقاف أدوية تحديد النسل الهرموني.
يمكن أن تسببه أيضًا عدة أنواع من الأدوية، تشمل كلاً من:
- مضادات التخثر.
- مضادات الاختلاج.
- الرتينويدات عن طريق الفم.
- حاصرات بيتا.
- أدوية الغدة الدرقية.
عادة ما يتم حل تساقط الشعر الكربي من تلقاء نفسه بمجرد معالجة السبب الأساسي.
سعفة الرأس
هي عدوى فطرية يمكن أن تؤثر على فروة الرأس وجذع الشعر، تسبب ظهور بقع صلعاء صغيرة متقشرة ومثيرة للحكة، يزداد حجم هذه البقع بمرور الوقت.
تشمل أهم أعراض سعفة الرأس ما يلي:
- تقصف الشعر وضعفه.
- تلف فروة الرأس.
- وجود بقع متقشرة من الجلد تبدو رمادية أو حمراء.
يمكن علاج هذه الحالة باستخدام الأدوية المضادة للفطريات.
ثعلبة الشد
تحدث ثعلبة الشد نتيجة تعرض الشعر للكثير من الضغط أو الشد، مثل ما يحدث مع بعض أنماط تصفيف الشعر كذيل الحصان.
متى يكون تساقط الشعر خطير؟
إذا لاحظ المريض أن تساقط الشعر لا يقتصر على فروة الرأس بل يشمل الرموش والحاجب، فقد يدل ذلك على وجود أمراض تستدعي التدخل الطبي الفوري للعلاج، مثل الأمراض المناعية، أو بعض الالتهابات، لذلك يجب استشارة الطبيب فوراً في تلك الحالة.
تشخيص تساقط الشعر
نظراً لوجود العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التساقط، يجب اللجوء إلى الطبيب المختص لتحديد سبب التساقط واختيار طرق العلاج المناسبة.
يعتمد الطبيب في البداية على الفحص البدني والتاريخ المرضي والأعراض، وإذا شك في وجود مرض مناعي قد يطلب أخذ خزعة من فروة الرأس وفحصها، كذلك يمكن أن يعتمد على اختبارات الدم لتحديد إمكانية وجود سوء تغذية أو نقص في المعادن.
علاج تساقط الشعر
تختلف طرق علاج تساقط الشعر وفقاً للعوامل المسببة، فإذا كان ناتجاً عن حالة مرضية فسيكون علاج هذا المرض ضرورياً للتخلص من التساقط. وإذا تسبب دواء معين في التساقط فقد ينصح الطبيب بالتوقف عن استخدامه لبضعة أشهر.
أما إذا كان التساقط بسبب عوامل وراثية يصف الطبيب عادة المينوكسيديل الذي يساعد على إعادة إنبات الشعر، ويوجد في شكل شامبو أو كريم أو لوسيون، وتظهر نتائجه بعد فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر من بداية استخدامه، وإذا حقق النتائج المطلوبة وتحسنت حالة الشعر، يجب الاستمرار في استخدامه دون توقف.
يمكن أن يصف الطبيب المكملات الغذائية إذا كان المريض يعاني من سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن المهمة لصحة الشعر.
يمكن أيضاً علاج تساقط الشعر للنساء في فترة الحمل أو بعد الولادة باستخدام المكملات الغذائية التي تعوض أجسامهن عن فقدان العناصر المهمة للشعر مع الحمل والولادة.
علاج تساقط الشعر في المنزل
يمكن تحفيز نمو الشعر مرة أخرى ومنع تساقطه في المنزل باتباع بعض النصائح، تشمل ما يلي:
- زيادة كميات البروتينات في الوجبات: حيث تساعد البروتينات على تحفيز نمو الشعر، وقد يحدث التساقط في بسبب نقص تناول البروتينات.
- تناول الأطعمة الغنية بعنصر الحديد: يعد الحديد من أهم العناصر اللازمة لنمو الشعر، لذلك يساعد تناول الأطعمة الغنية بالحديد على إعادة تحفيز نمو الشعر.
- تدليك فروة الرأس: يساعد تدليك فروة الرأس على تحفيز تدفق الدم إلى فروة الرأس، مما يساعد على تحفيز نمو الشعر.
قد يساعد استخدام بعض الزيوت أيضاً على تحفيز نمو الشعر، مثل:
- زيت اللافندر.
- زيت النعناع.
- زيت الروزماري.
- زيت جوز الهند.
- زيت الأرجان.
- زيت الجوجوبا.
- زيت اللوز.
- زيت الزيتون.
- زيت السمسم.
- زيت البنفسج.
- زيت بذور العنب.
يستغرق علاج تساقط الشعر وقتاً طويلاً، لذلك يجب التحلي بالصبر والالتزام بالطرق العلاجية الموصوفة من قبل الطبيب، كذلك يجب الاهتمام بالتغذية الصحية للشعر، والابتعاد عن المستحضرات التي يمكن أن تضر بصحة الشعر.
References
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/16921-hair-loss-in-women
https://www.healthline.com/health/hair-loss#symptoms
https://www.medicalnewstoday.com/articles/324971